الحقيقة العظمى في الكون
الحقيقة العظمى في الكون (وجود الله، ووحدانيته)، والإيمان بوجود خالقٍ أمر فطري في الإنسان، لذا لم يَخْلُ تاريخ أمة من الأمم عن الاعتقاد بوجود الله.
1- سبَق في الآيات الكريمة دلائل كلها واضحة عن أصناف المخلوقات، وهي مع وضوحها تشتمِل على أسرار يتفاوت الناس في إدراكها، وهذه عظمة القرآن تصلُح أدلَّته وبراهينه لكل المستويات العقلية حسَب مدارِكهم الثقافية، وكل شخص يفهَم منها على قدْر قريحته وعلومه.
2- مجال النظر للاستِدلال على توحيد الله تكون في ثلاثة مجالات أساسية:
أ- كتاب الكون المفتوح الذي لا تَنتهي صفحاته.
ب- كتاب النَّفس الإنسانية الذي لا تُدرِك أبعادَه وأسراره.
ج- كتاب الله المنزَّل الذي لا يُدرك غَور أسراره وإشاراته.
3- تنويع الأدلة في مجالات الحياة كلها:
وذلك لأن رسالة الإسلام عامة لكل أحمر وأبيض، واهتمامات الناس مختلفة، وكلٌّ يتأثَّر بالأدلة التي تُلائم طبيعة تفكيره ومجال عمَله واهتماماته الثقافية؛ فلإقامة الحجة على الجميع تأتي منوَّعة تُغطِّي جميع مجالات الحياة.
4- الأدلة القرآنية على توحيد الخالق، وكذلك الأدلة على صِدْق الرسول – صلى الله عليه وسلم – وكذلك الأدلة على اليوم الآخر: كلها أدلَّة فطرية تعتمِد على البدهيات العقلية التي يُقِرُّها كل العقلاء، مهما كان المستوى الثقافي.
فمثلاً قوله تعالى: ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الطور: 35]، ﴿ لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا ﴾ [الأنبياء: 22]، من البدهيات التي لا يرفُضها عقل عاقل ويلتزِم بنتائجها ويُسلِّم لها، وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا * قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا * أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيبًا ﴾ [الإسراء: 49، 51].
وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ﴾ [يس: 78، 79].
وضرَب الأمثلة المحسوسة من الحياة النباتية ودورتها: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا فَأَنْبَتْنَا بِهِ جَنَّاتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ * وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ * رِزْقًا لِلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَيْتًا كَذَلِكَ الْخُرُوجُ ﴾ [ق: 9 – 11].