موقع أ.د مصطفى مسلم
الموقع الرسمي لفضيلة الأستاذ الدكتور مصطفى مسلم

عموم رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم

• عن عبُادة بن الصامت – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من شهِد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورُوح منه، والجنة حقٌّ والنار حق – أدخَلَه الله الجنة على ما كان عليه من العمل))[1].

 

• وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت، ولم يؤمن بالذي أُرسِلت به، إلا كان من أصحاب النار))[2].

 

أ- ترجمة الصحابي:

عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -: صحابي جليل، أنصاري خزرجي، شهِد العَقَبتين وبدرًا، وكان ممن جمَع القرآن على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- له في الصحيحين عشرة أحاديث، سافَر إلى الشام بأمر عمر بن الخطاب أمير المؤمنين – رضي الله عنه – لتعليم الناس القرآن وعلوم الإسلام، ومات بها أو بفلسطين سنة (34)هـ. [3]

 

• أبو هريرة: اسمه: عبدالرحمن بن صخر الدَّوسي، كنّاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا هريرة عندما رآه يحمِل هرَّة في كُمَّة رآها في الطريق[4].

 

أسلَم سنة سبعٍ من الهجرة، لازَم الرسول -صلى الله عليه وسلم- ولم يُفارِقه في سفر أو حضر، وكان من أهل الصُّفَّة، ومن أكثر الصحابة رواية للحديث، ويعود ذلك إلى:

أولاً: ملازمته الدائمة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقد قال عن نفسه: إني كنت امرأ مسكينًا أصحَب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مِلء بطني، وكان المهاجرون يَشغَلهم الصَّفَق بالأسواق – يعني التجارة – وكانت الأنصار يشغلهم القيام على أموالهم[5] – يعني في زراعتهم.

 

ثانيًا: برَكة دعاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – له؛ يقول أبو هريرة: حضَرت من النبي -صلى الله عليه وسلم- مجلِسًا، فقال: ((من يبْسُط رداءه حتى أقضي مقالتي، ثم يقبِضه إليه فلن ينسى شيئًا مني))، فبسَطتُ بردة عليَّ حتى قضى حديثه ثم قبضتُها إلي، فوالذي نفسي بيده ما نسيتُ شيئًا سمِعته منه بعد[6]، له في الصحيحين نحو خمسمائة حديث، توفِّي بالمدينة سنة 59 هـ.

 

شرح الغريب:

مَن شهِد أن لا إله إلا الله:

الشهادة: تأتي “شهِد” بمعنى الرؤية والحضور؛ يقول تعالى: ﴿ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ﴾ [البقرة: 185]؛ أي: حضَره.

 

ويقول تعالى: ﴿ مَا أَشْهَدْتُهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ ﴾ [الكهف: 51]؛ أي: ما أحضرتهم، وإذا تعلَّقت الشهادة بمضمون جملة أو كلام، كأن يقول: (شهِدت بأن فلانًا كان في مكان كذا، وعمِل كذا)؛ فمعنى ذلك: أنه علِم ذاك الشيء وأدَّى هذا العِلم بناء على إدراك، فهو إقرار على وَفْق ما علِم وشهِد فيه، والمعنى اللغوي للشهادة أعمُّ من المعنى الاصطلاحي الفقهي، ففي اصطلاح الفقهاء: الشهادة: تقدير الحق للغير على الغير أمام الحاكِم، ويقابِلها الإقرار: وهو تقدير حقٍّ للغير على النَّفْس.

 

والدعوة: وهي تقدير حق للنفس على الغير.

 

إذا شهِد الشخص بما يعلَم خِلافه، أو شهِد بما لا عِلم له به، فهو شاهِد زور في كلتا الحالتين، ولو صادَف الحق، لذا كذَّب القرآن الكريم المنافقين على الرغم من قولهم ما وافَق الصواب؛ قال تعالى: ﴿ إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ﴾ [المنافقون: 1]؛ لأنهم أخبَروا بخلاف ما يعتقدون في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المراد بالشهادة في الحديث مطابقة القلب لما يَنطِق به اللسان؛ لأنه رتَّب عليها دخول الجنة، والأمور الأخروية تعتمِد على الحقائق القلبية الباطنة، ولا يكتفي باللسان فقط[7].

 

وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته:

أي: بأمره، إذ قال: كن فكان، نعَم، كل كائن نشأ بكلمته وأمره التكويني، ولكن يُرافِق أمره التكويني الأسباب الخاصة بكل كائن، أما نشأة عيسى – عليه السلام – فكان بمجرد هذه الكلمة من غير واسطة الأسباب المعروفة المألوفة في الوِلادات.

 

وقد أقام القرآن الكريم الحُجَّة على النصارى الذين جعلوا ولادة عيسى – عليه السلام – من غير أب ذريعةً لألوهيته واتِّخاذه شريكًا لله، وابنًا لله.

 

قال تعالى: ﴿ إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ [آل عمران: 59]، وخلْق آدم من تراب من غير أب وأم مُقرَّر في عقائد النصارى، فلماذا يؤمنون بخلق آدم من غير أب ولا أم، ولا يتصوَّرون خلْق عيسى من غير أب؟!

 

وروح منه:

أصل الروح: ذاك السِرُّ الإلهي الذي به حياة الأبدان؛ قال تعالى: ﴿ وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [الإسراء: 85]، وأطلَق الروح في القرآن الكريم على عدة أشياء منها:

• جبريل – عليه السلام -: ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ ﴾ [الشعراء: 193، 194].

 

• القرآن: ﴿ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا ﴾ [الشورى: 52].

 

• عيسى – عليه السلام -: ﴿ وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا ﴾ [التحريم: 12].

 

وذلك لاختِصاص هذه الأمور بمزايا تغلِب فيها الرُّوح، وعيسى – عليه السلام – من هذا القبيل؛ فإن روحانيته كانت غالبة على جثمانيَّتة؛ ﴿ مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ﴾ [المائدة: 75].

 

وكل إنسان تُنفَخ فيه الرُّوح، إلا أن نفْخ الروح في الإنسان يُسبَق بالأسباب المعتادة كالنطفة والعلقة؛ كما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ ﴾ [السجدة: 7 – 9]، أما عيسى – عليه السلام – فلم يمرَّ بتلك الأطوار والأسباب؛ فسمِّي رُوح الله كما كان كلمته.

 

على ما كان عليه من العمل:

أي: على حسَب درجته في العمل، وتَفاوُتهم فيه، فيكون إما أول الداخلين أو آخر الداخلين، أو فيما بين ذلك، ثم إذا دخلوها فلكل درجة؛ ﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا ﴾ [الأنعام: 132].

 

وقيل المراد بـ (على ما كان عليه من العمل): أنه إن كان على عمَل فيه محاسبة ومؤاخذة، أو عقوبة يُجازى به، ولكنه لا يخلَّد في النار، فمصيره إلى الخلود في الجنة؛ لأن من مات على كلمة التوحيد لا يخلَّد في النار كما دلَّت على ذلك الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة.

 

من أوضَحها دَلالة قوله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].

 

وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((يُخرَج من النار من كان في قلبه مثقال ذرَّة من إيمان))[8]، قال أبو سعيد – راوي الحديث – فمن شكَّ فليقرأ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ﴾ [النساء: 40].

 

اشتمَل هذا الحديث على أصول ثلاثة من العقيدة:

• الأصل الأول: العِلم بالله تعالى (الألوهية).

• الأصل الثاني: العِلم بالرُّسل (الرسالات).

• الأصل الثالث: العلم باليوم الآخر (البعث بعد الموت).

 

الأصل الأول: (الألوهية):

(مَن شهِد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له):

وفي ذلك نفي وإثبات، أما النفي فيتعلَّق بنفي صِفة الألوهية عن جميع المعبودات التي عبِدت من غير وجه حقٍّ، ولا تشتمِل على صفات الكمال، ولا تُنزَّه عن صفات النقص، نفي صِفة الألوهية عن تلك المعبودات وإثبات الألوهية لله – سبحانه وتعالى – وهو المعبود بحق.

 

فالعبادة – التي هي نهاية التعظيم وغاية المحبة والخَشية – لا يستحِقُّها ولا تُعطى إلا المعبود بحق، وهو الله – سبحانه وتعالى.

 

والاكتفاء هنا بصفة الوحدانية؛ لأنها المقصد الأسمى للرسالات جميعًا؛ لأنها الصفة المهجورة الوحيدة من أكثر الناس، فهم يُقِرُّون بعِلم الله وقدرته وإرادته وخلْقه السموات والأرض، ولكنهم يُشرِكون به غيره، ويتَّخِذون له أندادًا يُحبونهم ويخشونهم كخَشيته، ويُسنِدون لهم النفع والضرَّ.

 

فكانت مهمة الرسل العظمى بيان الحقيقة التي يكابِر فيها القوم أن الله – سبحانه وتعالى – هو الإله الواحد، والمخلوقات كلها خاضِعة لإرادته، وليس لها من الأمر شيء، لا استقلالاً ولا مُشارَكة؛ لذا جاء في العبادة النبوية مؤكِّدات لهذا المعنى: بالنفي والإثبات مرة، وبالنص على التوحيد صراحة ثانية، ونفي الشريك له ثالثة؛ ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].

 

الأصل الثاني: الرسالة:

(وأن محمدًا عبده ورسوله، وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم ورُوح منه):

وهذا الأصل من أُسس العقيدة أيضًا؛ فالرُّسل هم الوسائط الذين كلَّفهم الله – سبحانه وتعالى – بحمل رسالاته إلى أقوامهم، والإيمان بهم جميعًا من أركان الإيمان، قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا * أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ﴾ [النساء: 150، 151].

 

وتخصيص عيسى – عليه السلام – بالذِّكر هنا من بين الرُّسل؛ لأنه هو الذي اختلَف الناس فيه، فقد حطَّ اليهود من شأنه وبهَتوا على مريم – عليها السلام – ورفَعه النصارى فوق مقامه فادَّعوا ألوهيته، فبيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه عبد الله ورسوله، والمَزيَّة التي امتاز بها عن سائر الرُّسل أنه ولِد من غير أب؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ﴾ [النساء: 171].

 

وقد أورَد القرآن الكريم شُبهات النصارى وردَّها تفصيلاً في سورة ال عمران.

 

الأصل الثالث: اليوم الآخر: (والجنةُ حق، والنار حق):

جاءت الإشارة هنا إلى المَقرَّين العظيمين في اليوم الآخر، وهما دار الثواب ودار العقاب، حيث يكون استقرار الخلائق في أحد الدارين، ومن يؤمِن بالجنة والنار يؤمن بما ورَد في القرآن الكريم وأحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن البعث، والحشر، والحساب والميزان، والصراط؛ فكلها بين يدي دخول الجنة والنار.

 

فمن آمن بالأصول الثلاثة: التوحيد، نبوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وباليوم الآخر، كانت نهايته إلى الجنة، على ما كان من عمَل قد يُحاسَب عليه فينال عِقابه، وهم عُصاة المؤمنين، وقد يَغفِر الله له، ولكنه لا يخلَّد في النار.

 

هِدايات الحديثين الشريفين:

أولاً: لا يُقبَل إيمان أحد إن لم يؤمن بأركان الإيمان، وأصولها الثلاثة، وقد جاءت أركان الإيمان الستة في قوله تعالى؛ ﴿ آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ [البقرة: 285].

1- الإيمانُ بالله وحده لا شريك له.

 

2- الإيمان بالملائكة.

 

3- الإيمان بالكتب المنزَّلة: (التوراة والإنجيل والزبور والقرآن).

 

4- الإيمان بالرُّسل جميعًا، وعدم التفريق بينهم، والكفر بواحد منهم كُفْر بهم جميعًا.

 

5- الإيمان بالقضاء والقَدَر خيره وشره، ويؤخَذ من قوله: ﴿ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ﴾.

 

6- الإيمان باليوم الآخر، ويؤخذ من قوله ﴿ وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾.

 

ثانيًا: رسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتِمة الرسالات، ويجب على جميع الشعوب والأمم الإيمان به وبرسالته ونُصرته، كما أخَذ العهد والميثاق على الأنبياء وأممهم جميعًا؛ ﴿ وإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [آل عمران: 81].

 

ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: ((لو كان أخي موسى حيًّا ما وسِعه إلا اتِّباعي)).

 

ثالثًا: من اعتقَد ألوهية عيسى – عليه السلام – أو جعله لله شريكًا أو ادَّعى نبوَّته لله تعالى، فهو كافر مُخلَّد في النار؛ يقول الله – سبحانه وتعالى -: ﴿ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ [المائدة: 72، 73].


[1] أخرَجه الشيخان والترمذي.

[2] أخرجه مسلم.

[3] نظر ترجمته في الإصابة في تراجم الصحابة.

[4] انظر ترجمته في أسد الغابة.

[5] رواه الشيخان.

[6] رواه الشيخان.

[7] انظر المختار من كنوز السنة النبوية؛ للدكتور محمد عبدالله دراز صـ 107.

[8] رواه الترمذي.

 

قد يعجبك ايضا