شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.
تعريف القدر:
القدر والتقدير في اللغة بمعنى واحد، تقول: قدرت الشيء قدراً، وتقديراً إذا دبرته بفكرك قبل إحداثه، وأحطت علماً بمقاديره وحدوده التي سيكون عليها.
وفيما يتعلق بالاصطلاح فإن القدر الذي يجب الإيمان به هو: علم الله تعالى وإحاطته الأزلية بمقادير الأشياء وأحوالها التي ستكون عليها: من مبدأ ونهاية، وقوة وضعف، وخير وشر، وما تقع فيه من زمان ومكان وما يسبقها من مقدمات وما يتبعها من آثار، بحيث يكون إيجادها بعد على وفق ذلك العلم[1].
وجوب الإيمان بالقدر:
والإيمان بالقدر هو الركن السادس من أركان الإيمان الستة، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث جبريل: “الإيمان أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره”.
ومعنى الإيمان بالقدر من خلال التعريف السابق، أن نؤمن بأنه لا يقع مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا طبقاً لما أحاط به علمه، وسبق به كتابه، يقول سبحانه: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ﴾ [الفرقان: 2]، ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49].
ويقول عز وجل: ﴿ مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴾ [الحديد: 22]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، قال: وعرشه على الماء”[2]، فالإيمان بالقدر أصل من أصول الإيمان، وجزء أساسي، من عقيدة المسلم ينبغي التمسك به والحرص عليه.