الصوم: أهميته وآثاره على مستوى الفرد والجماعة

شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.

أهميته:

هو الركن الرابع من أركان الإسلام، فرضه الله سبحانه وتعالى في جميع الشرائع، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

وكرَّم الصائم أيما تكريم وأعطاه مزايا لم يعطها لغيره: فجعل خلوف فمه أطيب من ريح المسك، وأعطاه الأجر من غير حساب كما ورد في الحديث القدسي (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)[1] وسمى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بشهر الصبر ليدخل في قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10].

آثاره:

والصوم مدرسة تربوية عظيمة تمتد لمدة شهر كامل، وفيه من الفوائد والآثار العظيمة على مستوى الفرد والمجتمع. ونجمل فيما يلي أهمها:

أما على مستوى الفرد:

أ‌- حصول التقوى: والمقصود بالتقوى أن يضع وقاية، حاجزاً بينه وبين سخط الله وعذابه، وهذا ما عبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الصوم جنة” أي وقاية، وفي حكمة تشريع شعيرة الصوم يقول عز من قائل: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 183].

ب‌- تنمية قوة الإرادة: حيث يمسك الصائم نفسه عن الحاجات الأساسية في حياته ابتغاء رضوان الله تعالى، ويعود نفسه على تغيير المألوفات من العادات فلا يكون أسيراً لها، لهذا سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهر رمضان بشهر الصبر[2].

ج‌- تقوية المراقبة الإلهية: وما يطلق بعضه عليه الرقابة الذاتية أو إحياء الضمير فإن الصائم يخلو بنفسه وهو بأمس الحاجة إلى الطعام والشراب، ولا يراه أحد ولا يحاسبه بشر ومع ذلك لا يتناول شيئاً من ذلك.

د‌- الحصول على الأجر العظيم: “من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”[3]، وكذلك تخصيصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر “من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه”[4].

هـ- بالإضافة إلى صحة الأبدان وقد أجمل رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الفوائد الصحية بقوله: “صوموا تصحوا”[5]، وقد أبرز الأطباء المعاصرون كثيراً من فوائد الصوم الصحية.

من الآثار الاجتماعية:

• الشعور بوحدة الأمة الإسلامية، حيث يشترك المسلمون في صيام هذا الشهر.

• تعويد المسلمين على النظام والانضباط، والاستسلام لله.

• الشعور بحال طبقة في المجتمع لا تجد ما يسد جوعها أغلب أيام السنة.

 

[1] متفق عليه: البخاري (5583) باب ما يذكر في المسك 5/2215، ومسلم (1151)، 2/807.

[2] صحيح ابن خزيمة، (1887)، باب فضائل شهر رمضان، 3/191.

[3] متفق عليه: البخاري (38)، باب صوم رمضان احتساباً، 1/22، ومسلم (760)، 1/523.

[4] رواه الشيخان: صحيح البخاري، الحديث رقم 1901، وصحيح مسلم، الحديث رقم 760.

[5] مجمع الزوائد، باب فضل الصوم عن أبي هريرة وقال رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.