شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.
تمهيد
لئن كان القرآن الكريم المصدر الأول – لتكوين الشخصية الإسلامية فكراً وثقافة ومعتقدات – فإن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم تمثل التطبيق العملي لما أنزله الله سبحانه وتعالى في القرآن؛ وذلك لأن مهمة رسول الله صلى الله عليه وسلم الأساسية هي: التبليغ، والبيان.
وتبليغ القرآن يكون بتلاوته على الناس، ويكون البيان بالقول إن لزم الأمر، ويكون بالتطبيق العملي للأوامر التي تحتاج إلى التطبيق العملي، كأركان الإسلام الخمسة، وغيرها من شرائع الإسلام.
ومن هنا تأتي أهمية السنة النبوية، فإن المسلم لا يستغني بالقرآن عن السنة النبوية؛ لأن القرآن اشتمل على مبهمات لا بد من بيانها، واشتمل على مجملات لا بد من تفصيلها، وتضمن عمومات جاء تخصيصها في السنة النبوية، وجاءت قضايا على إطلاقها، وجاءت السنة النبوية بتقييدها.
لقد ظهرت في العصور المتأخرة ناشئة تدعو إلى الاكتفاء بالقرآن، وترك ما سواه، وسموا أنفسهم القرآنيين، وقالوا: إن الله تكفل بحفظ القرآن، ولم يتكفل بحفظ السنة، فنحن نكتفي بالقرآن عما سواه، وهؤلاء قالوا كلاماً ظاهره الحق ولكن أرادوا به الباطل، وصارت دعوتهم معول هدم للقضاء على شريعة الإسلام، وقد حذر من هؤلاء وأمثالهم رسولنا صلى الله عليه وسلم وهو يقول: يوشك الرجل متكئاً على أريكته، يحدث بحديث من حديثي، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله، فما وجدنا فيه من حلال استحللناه، وما جدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله[1].
ونقول لهؤلاء: من أين تأتون لنا بعدد ركعات الصلوات وكيفية أدائها، وأنصبة الزكاة ومناسك الحج، وسائر شرائع الإسلام التي جاءت مجملة في القرآن.
إن كون السنة النبوية حجة، ومصدراً من مصادر تشريعنا الإسلامي، جاء به القرآن الكريم، وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم وأجمع على ذلك علماء المسلمين في جميع عصورهم، والعقل يقضي بذلك.
تعريف السنة النبوية
السنة في اللغة:
الطريقة والسيرة[2]، ومنه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء… الحديث”[3] وقوله عليه الصلاة والسلام عن المجوس: “سنوا بهم سنة أهل الكتاب”[4].
والسنة في الاصطلاح: ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول، أو فعل، أو تقرير، أو صفة خَلقية أو خُلقية، أو سيرة سواء كان قبل البعثة أم بعدها[5].
أضواء على التعريف:
ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول: هي السنة القولية، كل ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يتعلق بتفسير القرآن، أو بيان حكم شرعي إجابة على سؤال، أو ما يتعلق بتذكير وموعظة، أو كان إرشاداً للخلق دلالة على عمل، فكل ما نطق به رسول الله صلى الله عليه وسلم من السنة القولية داخل في قوله تعالى عنه: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3 – 4].
مثال السنة القولية: قوله عليه الصلاة و السلام: “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى..”[6] الحديث. وقوله صلى الله عليه وسلم: “من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه”[7]، وقوله: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه..”[8].
أو فعل (هي السنة الفعلية):
إن شرائع الإسلام العملية التطبيقية نقلت إلينا من خلال تطبيق رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان يأمر بشيء إلا ويكون أول العاملين به، وما ينهى عن شيء إلا ويكون أول التاركين له، فعندما أمر بالصلاة ﴿ أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً ﴾ [الإسراء: 78]، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال للصحابة – رضوان الله عليهم – : “صلوا كما رأيتموني أصلي”[9]، ولما فرض الحج في قوله تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾ [آل عمران: 97]، حج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: “لتأخذوا عني مناسككم”[10].
وحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخاصة والعامة صفحة مفتوحة منقولة إلى الأمة بدقائقها حيث إنها مصدر تشريع لهذه الأمة، ولم تنقل حياة أحد من البشر في التاريخ كما نقلت سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة المسلمين، ونبراس الهداية في حياتهم إلى يوم القيامة، يقول عز من قائل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً ﴾ [الأحزاب: 21].
والأمثلة على السنة الفعلية كثيرة جداً مثل، قول الصحابي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فطاف بالبيت وصلى ركعتين خلف المقام)[11]، (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة يوتر منها بواحدة)[12] (وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان[13]).
أو تقرير (هي السنة التقريرية): والمقصود بالتقرير أن يقال قول في مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يفعل أحد الصحابة فعلاً، فيقره رسول الله صلى الله عليه وسلم صراحة أو يسكت عنه فيعتبر ذلك إقراراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم لذاك القول أو الفعل.
فمثلاً: روى أبو جحيفة عن أبيه رضي الله عنه قال: ثم آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين أبي الدرداء وسلمان – رضي الله عنهما – فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة فقال لها: ما شأنك؟ قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا، فجاء أبو الدرداء فصنع له طعاماً فقال: كُل فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، قال: فصليا فقال له سلمان: إن لربك عليك حقاً، ولنفسك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم صدق سلمان[14]، فهذا إقرار قولي صريح لقول سلمان.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الخروج إلى غزوة بني قريظة، لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة[15]، يستحثهم على الإسراع في الخروج؛ فخرج الصحابة رضي الله عنهم فمنهم من صلى العصر في الطريق وقال: إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك السرعة في الخروج، فأخذوا بمضمون الحديث وروحه، ومنهم من أخذ بالنص الحرفي للحديث وظاهره، فلم يصلوا إلا بعد المغرب في بني قريظة. وكلا الطائفتين أخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت عنهم، ولم يأمر أحداً بإعادة الصلاة فكان إقراراً لفعلهم، وهو إقرار ضمني سكوتي لما فعلوه.
وكان اثنان من الصحابة في سفر وعدما الماء فتيمما وصليا، ثم وجدا الماء فأعاد أحدهما الصلاة التي صلاها متيمماً ولم يُعِد الآخر. فأخبرا رسول الله صلى الله عليه وسلم بما فعلا فقال للذي لم يُعِد الصلاة أصبت السنة، وقال للذي أعاد الصلاة كتب لك الأجر مرتين[16]، فكان إقراراً صريحاً لفعلهما.
ومن الأمثلة الشهيرة على الإقرار قولهم: أكل الضب على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان حراماً ما أكل على مائدة رسول الله صلى الله عليه وسلم[17].
أو صفة خِلْقية: حيث نقلت إلينا أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يتعلق بجسمه وشعره وهيئته، ولعل أدق وصف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما وصفته به أم معبد وهي لا تعرفه – ومن الملاحظ أن أوصاف رسول الله صلى الله عليه وسلم الخِلْقية لم ينقلها كبار الصحابة، لأنهم ما كانوا يملؤون عيونهم من النظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هيبة له، وإنما نقل هذه الأوصاف إما من لا يعرف أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نقلها صغار السن من الصحابة؛ فقد روى الترمذي في الشمائل وفي سننه بسنده إلى علي بن أبي طالب وهو ينعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم يكن بالطويل الممغط[18]، ولا القصير المتردد، وكان ربعة من القوم، ولم يكن بالجعد[19] القطط[20]، ولا بالسبط[21]، كان جعداً رجلاً، ولم يكن بالمطهم[22]، ولا بالمكلثم[23]، وكان في الوجه تدوير، أبيض مشرب بحمرة، أدعج العينين، أهدف[24] الأشفار جليل المشاش[25] والكتد[26] أجرد، ذو مسربة[27] شثن الكفين[28] والقدمين، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب[29]، وإذا التفت التفت معاً، بين كتفيه خاتم النبوة، وهو خاتم النبيين، أجود الناس كفاً، وأشرحهم صدراً، وأصدق الناس لهجة، (وأوفى الناس بذمة) وألينهم عريكة، وأكرمهم عشرة، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله صلى الله عليه وسلم[30]. وكذلك وصف أم معبد الخزاعية لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهي لا تعرفه، حين مر بخيمتها مهاجراً.
أو صفة خُلُقية: وكذلك من أقسام السنة النبوية ما نقل إلينا من أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد قالت السيدة عائشة: ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثماً فإن كان إثماً كان أبعد الناس عنه، وما انتقم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله فينتقم لله بها[31].
وكان عليه الصلاة والسلام أجود الناس وأكرمهم، كان يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، قال ابن عباس: كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فَلَرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة[32]. وكان من الشجاعة والنجدة والبأس بالمكان الذي لا يجهل. قال علي رضي الله عنه: كنا إذا حمي البأس ولقي القوم القوم، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكون أحد منا أدنى إلى القوم منه[33].
أو سيرة: سواء كان قبل البعثة أم بعدها، أما سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فكما قلنا هي التطبيق العملي للإسلام كله، وسيرته بعد البعثة لا خلاف في كونها مصدر تشريع للإسلام، أما سيرته قبل البعثة، فما أيدها أو أقرها أصبحت من السنة التقريرية وهي مصدر تشريع، فمثلاً قوله عليه الصلاة والسلام: حضرت حلفاً في دار ابن جدعان.. لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت[34]. فلا شك أن هذا إقرار لحضور الأحلاف مع غير المسلمين إذا كان لدفع الظلم وإحقاق الحق.
أما سيرته قبل البعثة التي لم يرد تقرير لها فهي مصدر من مصادر الثقافة للمسلم لأنها تلقي أضواء على سنن الله سبحانه وتعالى في اصطفاء أنبيائه ورعايتهم وعصمتهم من الزلل ومن عادات ا لجاهلية وانحرافاتها. فمثلاً: عندما نقرأ في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم: توفي والده وهو في بطن أمه، ثم شعر أمه بضياء خرج منها عند ولادته، ثم كفالة جده عبدالمطلب له، ثم كفالة عمه أبي طالب له. ورضاعته في بني سعد وما جرى له في طفولته.. كل ذلك يدلنا على أن عناية الله كانت ترعاه وهي من جملة ثقافتنا الإسلامية.
روى مسلم عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمَه، ثم أعاده إلى مكانه وجاء الغلمان يسعون إلى أمه – يعني مرضعته – فقالوا: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون[35].
[1] رواه ابن ماجه رقم (12) باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وصححه الألباني 1/6.
[2] النهاية لابن الأثير/813. ط دار المعرفة، تحقيق خليل شيخا.
[3] رواه مسلم الحديث رقم 1017.
[4] رواه مالك الحديث رقم 628.
[5] انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية 18/6 – 10، وفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 13/252 – 253. نقلاً عن: السنة النبوية وبيان مدلولها الشرعي للشيخ عبدالفتاح أبو غدة، ص(8). وأصول الحديث لمحمد عجاج الخطيب، ص(23).
[6] رواه الشيخان، صحيح البخاري الحديث رقم (1) بدء الوحي وصحيح مسلم الحديث رقم (155) الإمارة.
[7] رواه الترمذي (2137) وقال حديث غريب، وفي مجمع الزوائد 8/18 وقال رواه أحمد والطبراني في الثلاثة، ورجال أحمد والمعجم الكبير ثقات، ورواه مالك في الموطأ رقم (1604) 2/903.
[8] رواه البخاري الحديث رقم (13) الإيمان 7.
[9] رواه البخاري رقم (605) باب الأذان للمسافر 1/226.
[10] المسند المستخرج من صحيح مسلم لأبي نعيم الأصفهاني 3/378 وأصله في صحيح مسلم رقم (1297) بلفظ (لتأخذوا مناسككم).
[11] رواه مسلم (2473) باب في فضائل أبي ذر – رضي الله عنه – 3/1923.
[12] رواه مسلم (736) باب صلاة الليل 1/508.
[13] رواه البخاري (1922) باب الاعتكاف 2/713.
[14] صحيح البخاري الحديث رقم (5788) باب صنع الطعام والتكلف للضيف 5/2273، وأبو جحيفة هو وهب السوائي، ويلقب وهب الخير.
[15] رواه البخاري رقم (3893) باب مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من الأحزاب 4/1510.
[16] رواه الحاكم في المستدرك رقم (632) وقال صحيح على شرط الشيخين 1/286.
[17] رواه الشيخان عن ابن عباس – رضي الله عنهما – واللفظ لمسلم رقم (1947) باب إباحة الضب.
[18] الممغط: المتناهي في الطول.
[19] الجعد: ملتوي الشعر منقبض.
[20] القطط: شديد الجعودة.
[21] السبط: المسترسل.
[22] المطهم: منتفخ الوجه، وقيل الفاحش السمن.
[23] المكلثم: اجتماع لحم الوجه بلا جهومة.
[24] أهدب الأشفار: طويل شعر الجفون.
[25] جليل المشاش: عظيم رؤوس العظام كالمرفقين والكتفين والركبتين.
[26] الكتد: مجتمع الكتفين وهو الكاهل.
[27] والمسربة: رفيع الشعر الذي يصل بين الصدر والسرة.
[28] شثن الكفين: غليظ الأصابع.
[29] كأنما يمشي في صبب: كأنما ينحدر من مرتفع.
[30] جامع الترمذي رقم (3638) وقال حسن غريب باب ما جاء في صفة النبي صلى الله عليه وسلم 5/599.
[31] صحيح البخاري الحديث رقم (3367) 1/503.
[32] صحيح البخاري الحديث رقم (3361) 1/502.
[33] رواه الحاكم في المستدرك رقم (2633) وقال حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه 2/155.
[34] معتصر المختصر لأبي المحاسن يوسف بن موسى الحنفي 2/376.
[35] صحيح مسلم، رقم (162) باب الإسراء 1/147.