عن أنس بن مالك – رضي الله عنه -: بينما نحن جلوس مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في المسجد، دخَل رجل على جَمَل فأناخه في المسجد، ثم عَقَله، ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي – صلى الله عليه وسلم – مُتكئ بين ظَهْرانَيْهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((قد أجبتُك))، فقال الرجل: إني سائلك فمشدِّد عليك في المسألة، فلا تجِدْ عليَّ في نفسك، قال: ((سَلْ عما بدا لك))، فقال: أسألك بربك ورب مَن قبْلك: آلله أرسَلك إلى الناس كلهم؟ قال: ((اللهم نعم))، قال أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمَرَك أن نُصلِّي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: ((اللهم نعم))، قال أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمَرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ قال: اللهم نعم؟ قال أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتَقسِمها على فقرائنا؟ قال: ((اللهم نعم))، فقال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به، وأنا رسولُ مَن ورائي من قومي، وأنا ضِمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر[1].
ترجمة الراوي:
أنس بن مالك: الصحابي الأنصاري الخزرَجي، خادِم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كانت سنُّه عشر سنين حين قَدِم النبي – صلى الله عليه وسلم – المدينة، فقدَّمته أمه – أم سليم – وزوجها أبو طلحة إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وقال أبو طلحة: يا رسول الله، إن أنسًا غلام كيِّس فليخدمك، وقالت أمه: يا رسول، هذا ابني أُنيس، أتيتُك به يَخدُمك، فادع الله له، فدعا له النبي – صلى الله عليه وسلم – بالبركة في المال والولد[2]، وطول العمر والمغفرة، ولازَم خدمة النبي – صلى الله عليه وسلم – في السفر والحضر عشر سنين، يقول أنس: “فما قال لي أفٍّ قط، ولا قال لشيء صنعتُه، لمَ صنعتَ هذا هكذا؟ ولا لشيء لم أصنعه، لِمَ لَمْ تصنع هذا هكذا؟”، عدَّه بعضهم من البدريِّين، إلا أنه كان في الخدمة؛ لأنه لم يبلُغ يومئذ سن المُقاتلة.
روى عن النبي – صلى الله عليه وسلم – حديثًا كثيرًا، له في الصحيحين أكثر من ثلاثمائة وعشرين حديثًا، توفِّي بالبصرة سنة 93هـ، وهو آخر من مات بها من الصحابة.
شرْح المفردات:
• دخل رجُل على جمل: الرجُل: هو ضِمام بن ثعلبة، وقد أوفده قومه (بنو سعد بن بكر)، وكان قدومه السنة التاسعة من الهجرة، وتَسمَّى عام الوفود – حيث دخَل الناس في دين الله أفواجًا بعد فتح مكة السنة الثامنة.
• وكان ضِمام بن ثعلبة من عقلاء الناس، وتَحقَّق فيه قولُ بعض الصحابة – الذين نُهُوا عن سؤال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: كان يُعجِبنا أن يجيء من أهل البادية العاقل، فيسأله ونحن نسمع؛ وذلك عندما نزل قوله – تعالى -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللَّهُ عَنْهَا وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ * قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 101، 102].
ويقول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن أعظم المسلمين جُرْمًا مَن سأل عن شيء لم يُحرَّم على الناس، فحُرِّم من أجل مسألته)).
والنهي عن السؤال لحِكَم منها:
أ- قطْع الطريق على المنافقين وغيرهم في توجيه أسئلة تعجيزيَّة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم.
ب- قطْع الطريق على المتشدِّدين في إيقاع المسلمين في أمور محرِجة، مِثل الذي سأل رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عندما نزلت الآية: ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ﴾ [آل عمران: 97]، قال: أكلَّ عام يا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فلما كرَّر السؤال قال: ((لا، ولو قلتُ: نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم؛ فإنما أهلَك من قبلكم كثرةُ سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتُكم بأمر، فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن أمر، فاجتنبوه)).
جـ- إن المسلمين في تلك المرحلة كانوا في طور تأسيس الدولة الإسلامية، والانصراف إلى الأمور النظرية الجدلية يُعيق البناء، فينبغي توفيرُ الطاقات، وتوجيهها إلى الجانب العملي.
أما تمنِّيهم أن يكون من أهل البادية؛ لأن أهل البادية بحاجة إلى السؤال لمعرفة أمور دينهم؛ لكثرة الجِهل فيهم، ولأنهم لم يعتادوا على الآداب الرفيعة في التعامل مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لغَلَبة الجفاء على تَصرُّفاتهم، والعاقل من أهل البادية يُحسِن اختيار السؤال، ويُحِسن المراجعة، فيستفيد السامعون عِلمًا لم يعرفوه، أو تقريرًا لِما عرَفوه، أو تذكيرًا لِما نسُوه، فلا يخلو الأمر من فائدة على كل حال.
• فأناخه في المسجد ثم عقَله:
أناخه: أبرَكه.
عقَله: العَقْل: تثنيةُ رِجْل البعير، ثم شَدُّ الحبل على ساقه.
وقوله في المسجد: في العبارة شيء من التوسع، والمقصود كما جاء في عبارة ابن عباس – في سُنن أبي داود – فأناخ بعيره على باب المسجد ثم عَقَله، ثم دخَل المسجد.
• ثم قال: أيكم محمد؟ وذلك لأنه لم يلتقِ برسول الله – صلى الله عليه وسلم – قبل، ولأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – كان يجلس بين أصحابه كواحد منهم، لا يتميَّز عنهم بشيء، وفي رواية: أيكم ابن عبدالمطلب؟ وذلك لأن عبدالمطلب جدُّ النبي – صلى الله عليه وسلم – كان أشهرَ في العرب، أما والد الرسول – صلى الله عليه وسلم – (عبدالله) فقد توفِّي شابًّا ورسول الله – صلى الله عليه وسلم – في بطن أمه.
• والنبي متكئ بين ظَهْرَانيهم:
الأصل في الاتكاء: الاعتماد على شيء؛ كالعصا، أو اليد، أو غيرهما، والاتكاء في الجلوس يكون بالاعتماد على اليد مع الميل إلى شِقٍّ، ويكون بمعنى الاعتماد على الأرض بالمقعدة، والتمكن منها في الجلوس، مثل: جلسة المُتربع، ولعل المراد بالاتكاء في الحديث هنا هو الاعتماد على اليد مع الميل؛ كما جاء في رواية النَّسائي: (فقالوا: هذا الأمغَر المُرتفِق)، والأمغر: الذي في وجهه حُمرة في بياض صافٍ، والمرتفق: المتكئ على مِرفق يده أو على المخدة، وهو جائز بين الرجل وأصحابه، سيما إذا طال الجلوس، ولم يكن على سبيل التكبر.
أما الاتكاء الوارد في قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “أما أنا فلا آكل متكئًا”[3]، فمعناه لا آكل جالسًا متمكنًا من الأرض كما يفعله مَن يريد الامتلاء من الطعام، وهو التربع أثناء الأكل، ويُسَن الجلوس للطعام مستوفزًا طالبًا لقلة الطعام.
• ظهرانيهم: أي: إنه جالِس بينهم وهم حافُّون به، ويقال: بين أظهرهم أيضًا؛ فالأُولى بالتثنية، والأخرى بالجمع، وليس المعنى أن بعضهم قد أدار له ظهره، بل العرب تريد معنى آخر، وهو أن الرجل إذا كان بين قوم قد أحاطوا به كانوا له ظهرًا وقوة، فمعنى المظاهرة: الإحاطة به للحماية أوضح، وقد توسَّعوا في العبارة فأرادوا بها مُطلَق الاجتماع.
• فلا تجدْ عليَّ في المسألة:
أي: لا تغضب علي من المَوجِدة.
وهذا أسلوب في غاية الجمال والأدب، وهو التمهيد بالاعتذار قبل الوقوع في الخطأ.
وهذه الشدة التي وطَّأ لها ضمام بن ثعلبة تتمثَّل في أسلوبه في السؤال:
• حيث جعل يستحلِف النبي – صلى الله عليه وسلم – بالأَيْمان المؤكدة عند كل مسألة.
• وسؤاله عن صدق الرسول في دعواه، وهذا لا يجترئ عليه أحد؛ لأن في ذلك افتراض احتمالات غير واردة على الصادق الأمين.
وفي كلا الأمرين شدة وأسلوب غير معهود، ولكن ضِمام بن ثعلبة أراد أن يستوثق مما خطَر على باله بطريقته الخاصة، والرسول – صلى الله عليه وسلم – الذى قال عنه ربُّه وخالقه ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4]، كان يتحمَّل هذا وأمثاله في سبيل نشْر دعوة ربه، وتعليم أصحابه التحمل والتعامل مع الناس.
• قال: سلْ عما بدا لك:
وفيه تشجيع للسائل على الاستمرار في توجيه أسئلته من غير حرَج، وعلى الطريقة التي يريدها، فلن ينهره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولن يجد عليه.
• فقال: أسألك بربك ورب مَن قبلك، آلله أرسلك إلى الناس كلهم؟
بدأ ضِمام بن ثعلبة أسئلتَه بالسؤال عن الأساس الذي سيبني عليه غيره، وهو صحة دعوى الرسالة[4]، والتغليظ في الاستحلاف للمنع في الوقوع في الكذِب عليه.
• قال: ((اللهم نعم))، كلمة ((اللهم)): هي مِثل (يا الله)، حُذف منها حرف النداء، وعوِّض عنه الميم.
• قال: أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ قال: ((اللهم نعم)):
أنشدك بالله: فيها معنى السؤال والاستحلاف، فكأنه قال: سألتك بالله واستحلفتُك به، وأصل النَّشد أو النشيد: الجهر ورفع الصوت، وضده النجوى: وهو الإسرار.
وبعد تحقُّق ضمام بن ثعلبة من صدْق الرسالة، استحلفه على كون الصلوات الخمس مفروضة من الله وليس من اجتهاده؛ لأن الذي بلَّغهم دعوة الإسلام قال: إن عليهم الصلوات الخمس، كما جاء مصرَّحًا به في رواية مسلم: قال: وزعَم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: ((صدَق))، قال فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟
• قال: أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السَّنة؟ قال: ((اللهم نعم)).
تعريف الصلوات الخمس للعهد الذهني، وكذلك الشهر، إلا إذا كان قدوم ضمام في شهر رمضان، فيكون تعريف الشهر للعهد الحضوري.
• قال: أَنشُدك بالله تعالى، آلله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا، فتقسِمها على فقرائنا؟ قال: ((اللهم نعم)):
إسناد الأخذ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأنه الآمر بأخذها، وهو الذي أرسل السُّعاة في السنة التاسعة لجِباية الزكاة.
والغني: هو الذي يملِك قدْر النصاب الذي تجب فيه الزكاة، أو هو الذي يملِك قوت عامِه، على خلاف بين العلماء في ذلك.
وخُصَّ الفقير بالذكر من بين المصارف الثمانية؛ لأنه الأشهَر بينهم.
وليس في رواية البخاري ذِكْر الحج، وقد ثبت في رواية مسلم، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت مَن استطاع إليه سبيلاً، قال: ((صدق)).
• قال الرجل: آمنتُ بما جئتَ به:
هذا القول يحتمل أنه آمن لتوِّه بما تقدَّم، ويحتمل أنه أخبَر عما كان من أمره من الإيمان عندما جاء إليهم الرسول المبلغ، فيكون قدوم ضمام مسلمًا.
وقد اختلف المحدِّثون في ترجيح أي الحالين كان عليه ضمام؛ فالقائلون بأنه كان كافرًا، وأسلَم لتوه، استدلوا بما يلي:
أ- أن أسلوبه الخشن لا يصدُر عن مسلم، ونداءه لرسول الله باسمه واسم جده، فلو كان مسلمًا لقال: يا رسول الله.
ب- وقوله: زعم أنك تزعم، والزعم: مَطيَّة الكذب – كما يقولون.
جـ- استحلافه رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – هل هو صادق في أن الله أرسله.
أما القائلون بأنه كان مسلمًا فقالوا:
د- إنه لم يسأل عن عقيدة الوحدانية، وسؤاله عن عموم الرسالة وعن شرائع الإسلام؛ كل ذلك يدل على أنه كان مسلمًا، وإنما أراد التوثق لإيمانه ولاطمئنانه؛ ﴿ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي ﴾ [البقرة: 260].
هـ- لو كان شاكًّا أو غير مسلم لسأل عن الدليل، ولم يكتفِ باليمين.
• قال: وأنا رسول مَن ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة، أخو بني سعد بن بكر:
بيان لمهمته وأن قومه أوفدوه.
بنو سعد بن بكر هم أخوال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – من الرضاعة؛ لأن مرضعته حليمة السعدية تُنسَب إليهم، وكانت مساكنهم شرقي مكة إلى الجنوب، وديار بني سعد معروفة في منطقة الطائف، جاءت زيادات في بعض الروايات تُلقي أضواء على الحديث وتتمات له:
ففي رواية مسلم زيادة: “ثم ولَّى الرجل، قال: والذي بعثك بالحق لا أَزيد عليهن ولا أَنقُص منهن، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((لئن صدَق ليدخلن الجنة))، وزاد الطبري عن ابن عباس: فأتى بعيره فأطلَق عِقاله، ثم خرج حتى قدِم قومه فاجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلَّم به أن قال: بئست اللات والعزى، قالوا: مه يا ضمام! اتقِ البرص، اتقِ الجذام، اتق الجنون، قال: ويحكم، إنهما لا تنفعان ولا تضران، إن الله قد بعث لكم رسولاً، وأنزل عليكم كتابًا استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله، وقد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه، قال: فوالله ما أمسى ذلك اليوم في حاضره رجل ولا امرأة إلا مسلم، قال ابن عباس: (فما سمِعنا بوافد قوم كان أفضل من ضِمام بن ثعلبة)[5].
• ما يُستفاد من الحديث:
1- جلوس الرسول – صلى الله عليه وسلم – بين أصحابه كواحد منهم، حتى يحتاج الداخل إلى السؤال عنه؛ لعدم تميُّزه عنهم بالهيئة أو الموضع، هذه المخالطة أدعى إلى توريث المحبة في القلوب، وزيادة التلاحم بين الأتباع والمتبوع، والتمكن من التعليم بالأسوة والقدوة.
2- جواز تعريف الرجل بأوصافه، ما لم يكن على وجه التعيير، فيُحرم.
3- من أدب السؤال: تقديم الاعتذار للمسؤول قبل البدء بالسؤال إن كان في السؤال شدة على المسؤول، أو تسبُّب في حرج.
4- سَعة الصدر، وتحمُّل جفاء السائلين والتجاوز عن أخطائهم وإلحاحهم؛ من الأخلاق الحميدة التي ينبغي أن يتحلى بها العلماء والدعاة إلى الله.
5- ينبغي أن يكون الموفَد إلى قومٍ من العقلاء الحكماء، الذين يجيدون الدخول والحوار، ويُحسنون الاستفسار عن القضايا الأساسية الهامة، ويعطون صورة عن الذين أوفدوه؛ فهو الممثِّل لهم، الناطق باسمهم.
6- استيعاب المهمة، ونقلها بوضوح إلى الأقوام مدعاة إلى نجاح المبعوث في مهمته، وتحقيق النتائج الحسنة على الوفادة.
7- الاقتصار على أركان الإسلام والأمور المعلومة من الدين بالضرورة سبب في نجاة المؤمن ودخوله الجنة.
[1] أخرَجه الخمسة، وهذا لفظ البخاري.
[2] استجاب الله لدعاء نبيه في أنس، فبلَغ المائة من العمر، وكثُر ماله حتى كان له بستان في البصرة يُثمِر في السنة مرتين، وكثُر ولده حتى ولده وولد ولده يتعادون نحو المائة، وقيل: إنه دَفَن من صُلبه مائة وعشرين.
[3] رواه الترمذي.
[4] في رواية مسلم زيادة تفصيل؛ حيث جاء فيها قول ضمام: يا محمد، أتانا رسولك فزعم لنا أنك تزعم أن الله أرسلك، قال: ((صدق))، قال: فمَن خلق السماء؟ قال: ((الله))، قال: فمن خلق الأرض قال: ((الله))، قال: فمن نصب هذه الجبال وجعل فيها ما جعل؟ قال: ((الله))، قال: فبالذي خلق السماء والأرض، ونصب هذه الجبال، آلله أرسلَكَ؟ ومِثل هذه الرواية تدل على زيادة التحري والاستيثاق، وعلى وفور عقل الرجل.
[5] المختار من كنوز السنة؛ للدكتور محمد عبدالله دراز ص322.