آثار العلمانية في مجال الإعلام

شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.

ورد في بروتوكولات حكماء صهيون: أن الإعلام والاقتصاد، هما الوسيلتان اللتان تتحكمان في الرأي العام. واتخذ زعماؤهم قراراً بالسيطرة على بناء الإعلام في العالم وعلى المؤسسات الاقتصادية الدولية والمحلية. كان ذلك في نهاية القرن الثامن عشر.

ومنذ عصر النهضة الصناعية في أوروبا، ودهاقنة الصهيونية يستولون على دور النشر العظمى في العالم، ويوجهون من خلالها الرأي العالمي، ولو نظرنا في المؤسسات الإعلامية في العالم الإسلامي عامة وفي العالم العربي خاصة لوجدنا أن أوسعها انتشاراً، وأقدرها كتاباً وأكثرها إمكانات مادية وتطوراً في الوسائل، بيد غير المسلمين وقد اتخذها العلمانيون منابر لنشر أفكارهم والترويج لها، وإفساح المجال لدعاة العلمانية ليصولوا ويجولوا، ويشككوا ويطعنوا فيمن شاؤوا وكيف شاؤوا، وكان التضييق على الكتاب المسلمين، وقلة الإمكانات واستخدام نفوذ السلطة إذا اقتضى الأمر لإبعادهم عن الساحة الإعلامية.

ومن ناحية أخرى، فقد استخدم الإعلام – تحت عنوان الترفيه – لهدم أخلاق الأمة ونشر الرذيلة بدعوى الحرية الشخصية وباسم الفن، وكلما تقدمت وسائل الإعلام وتطورت كلما اتسعت دائرة الإفساد. ومن يلقي نظرة عاجلة على وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية في عالمنا الإسلامي، وإلى البرامج التي تنشرها وتبثها الإذاعات والفضائيات على مدار الساعة، تجد أن أكثر من تسعين بالمئة منها تدعو إلى الإباحية ونشر الفساد الخلقي.

إن العلمانيين يأخذون بمقولة بعض المنصرين: “ليس بالضرورة أن توجه المسلمين إلى طريق الكنيسة، ولكن المهمة أن تصرفوهم عن طريق المسجد”[1] ووجدوا أن أجدى وسيلة لصرف المسلمين – وبخاصة الشباب منهم – عن المسجد وسائل الإعلام التي توجههم إلى دور الفساد واللهو والفجور.

ومن اللافت للنظر أن الأفلام والمسلسلات والمسرحيات وغيرها كلها توجه لترسيخ مفاهيم معينة في أذهان الناس، تمرد الشباب والفتيات على العادات والتقاليد والقيم الخلقية، الخيانة الزوجية وجعلها نوعاً من الحرية الشخصية، التعدد جريمة وخيانة للزوجة..، إطلاق الألقاب الجذابة على أهل الفسق بوصفهم بالأبطال والنجوم.. وغيرها.


[1] انظر الغارة على العالم الإسلامي.