1- الحديث عن الوحي:
جاء في افتتاحية سورة الفرقان الحديث عن الوحي المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم والمنة بإنزاله عليه وعلى الإنسانية (العالمين)، وذلك في قوله تعالى: ﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ ﴾ [الفرقان: 1].
• وجاء في خاتمتها الحديث عن الوحي الذي عبَّر بآيات الله ومن شأن عباد الرحمن إذا ذكروا بالوحي المنزل أن يتفاعلوا به ويسمعوا ويطيعوا ويعملوا بهدايات ما أنزل ﴿ وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا ﴾ [الفرقان: 73].
2- الحديث عن الموحى إليه (الرسول):
وجاء الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في افتتاحية السورة ﴿ … نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ … ﴾ [الفرقان: 1].
وقد تقدَّم ما في هذه الإضافة من تكريم وتشريف وزلفى من ربه.
• وجاء الحديث عن الرسول (الموحى إليه) وصلته بربه في خاتمة السورة في قوله: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 77].
فالإضافة متبادلة (عبده) و(ربي) ففي كلا الموضعين دلالة على الاختصاص والقرب المستوجب للتأكيد والنصر، وفي ذلك تسلية وتشريف وترويح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
3- الحديث عن أصول العقيدة: (الألوهية، واليوم الآخر، والرسالة).
في الافتتاحية جاء الحديث عن المعبود بحق الواحد الأحد في قوله تعالى:
﴿ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2].
وجاء الحديث عن المعبود بغير حق الآلهة المزيفة العاجزة ﴿ وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آَلِهَةً لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 3].
فكونها مخلوقة غير قادرة على خلق شيء، ولا تستطيع أن تدفع الضر عن نفسها ولا تستطيع جلب النفع لها فكيف تملك ذلك لأتباعها؟! وكما أنها لا تحيي ولا تميت ولا تملك البعث بعد الموت، فمن كان هذا شأنه كان عاجزاً لا يليق بالإله الذي يقول للشيء: ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾…
وجاء الحديث عن المعبود بحق في خاتمة السورة في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ… ﴾ [الفرقان: 68].
والحديث عن الإله الآخر الذي يلقى عابده الآثام. والحديث عن اليوم الآخر في الافتتاحية في قوله تعالى: ﴿ … وَلَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَلَا يَمْلِكُونَ مَوْتًا وَلَا حَيَاةً وَلَا نُشُورًا ﴾ [الفرقان: 3].
والحديث عن اليوم الآخر في الخاتمة ﴿ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ﴾ [الفرقان: 69].
والحديث عن الرسالة في الافتتاحية في قوله تعالى: ﴿ … لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]. بذكر أبرز مهام الرسول…
وجاء الحديث عن الرسالة في الخاتمة في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا ﴾ [الفرقان: 75]. بذكر المهمة الأخرى البارزة للرسول وهي البشارة، وكذلك النذارة في قوله تعالى: ﴿ قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا ﴾ [الفرقان: 77].
4- إثبات الظلم والقول بالباطل (اللغو) والزور للذين كفروا في افتتاحية السورة في قوله تعالى: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلَّا إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آَخَرُونَ فَقَدْ جَاءُوا ظُلْمًا وَزُورًا * وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ﴾ [الفرقان: 4- 5].
وذكرت الخاتمة ترفع عباد الرحمن المتبعين لهدايات القرآن المنزل عن اللغو وقول الزور، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا ﴾ [الفرقان: 72]، كما تقدم في صفتهم ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63].