تعريف الأخلاق
شارك في التأليف: الأستاذ الدكتور فتحي محمد الزغبي.
تعريف الأخلاق في اللغة والاصطلاح:
في اللغة: الأخلاق جمع، مفرده (الخلق)، والخلق يطلق على الطبع والسجية والمروءة والدين، وحقيقته أنه وصف لصورة الإنسان الباطنة وهي نفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بها، بمنزلة الخلق لصورته الظاهرة، وأوصافها ومعانيها ولهما أوصاف حسنة وقبيحة[1].
يقال: فلان حسن الخُلُقِ والخَلْق أي حسن الباطن والظاهر، فيراد بالخلق الصورة الظاهرة وبالخلق الصورة الباطنة.
في الاصطلاح: قام العلماء قديماً وحديثاً بتعريفات للأخلاق كثيرة ومتنوعة فمن القدماء نختار ما ذكره الإمام الغزالي حيث يقول عن الخلق إنه: “هيئة في النفس راسخة عنها تصدر الأفعال بسهولة ويسر من غير حاجة إلى فكر وروية، فإن كانت الهيئة بحيث تصدر عنها الأفعال الجميلة المحمودة عقلاً وشرعاً سميت خلقاً حسناً، وإن كان الصادر عنها الأفعال القبيحة سميت الهيئة التي هي المصدر خلقاً سيئاً”[2].
ومن المحدثين ما قاله الدكتور محمد عبدالله دراز من أن “الخلق هو قوة راسخة في الإرادة تنزع بها إلى اختيار ما هو خير وصلاح [إن كان الخلق حميداً] أو إلى اختيار ما هو شر وجور [إن كان الخلق ذميماً]”[3]، ويرى أنه بهذا تتميز الحقيقة الخلقية عما عداها من الصفات النفسية.
ومعنى ذلك أن الخلق صفة مستقرة في النفس – فطرية أو مكتسبة – ذات آثار في السلوك محمودة أو مذمومة، فالخلق منه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم والإسلام يدعو إلى محمود الأخلاق وينهى عن مذمومها، والخلق المحمود يدفع إلى سلوك إرادي محمود عند العقلاء، كالأخذ بالحق أو الخير أو الجمال وإن خالف الهوى، وترك الباطل والشر والقبح وإن وافق الهوى أو الشهوة.
والخلق المذموم يدفع إلى سلوك إرادي مذموم عند العقلاء كالأخذ بالباطل أو الشر أو القبح، وترك الحق أو الخير أو الجمال اتباعاً للهوى أو الشهوة[4].
وهذا تعريف الأخلاق من حيث كونها صفة نفسية للإنسان يصدر عنها سلوكه.